اسليدرمقالات واراء

ثلاثية التابوهات

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم : وحيد القرشي
يقاتل الانسان ويرتكب أبشع جريمة علي وجه الأرض ,وهو أزهاق الروح وقتل النفس بغير حق ,لأن ما يدور في فكر الانسان ,انه الوحيد الحامل لفكرة المطلق في كل شئ ,وانه لا يمكن أن يسيطر عليه بشر او قوانين وضعية وضعت لسلامته ,ويبذل كل جهده من أجل دفع الاخر للرضوخ لتفسيره وافكاره ,وحتي ان كانت خاطئة ,ومن هنا وجد الاختلاف بين البشر ,وظهرت الاحزاب والطوائف والجماعات والاتجاهات .,هذا التفكير الخاطئ وحب النفس وشهوتها واعلاء قدرها امام الاخرين ,أوجد حالة من الاختلاف والتناقض في جميع تعاملتنا ,وهو ما افسد الحياة بيننا ,وقد نجد الاختلافات مرتبطة بالسياسة والدين والجنس ,وهذه التابوهات الثلاثة مرتبطة بجميع تعاملتنا في الحياة ,وقد نجد الكثير من المثقفين والقيادات والنقاد وبعض الشخصيات العامة ,تطلب البعد عن الكلام في التابوهات الثلاثة ,لتجنب الاختلاف والوقوع في الاخطاء ,ففي أي شئ نتكلم غير الدين والسياسة والجنس ,وهم شئ أصيل مرتبط بوجودنا في الحياة ولا يمكن الاستغناء عنهم ,فمثلا الدين ,منذ وجود الحياة والبشرية ,تعددت الرسالات ,وجأت بأختلاف طبيعة كل بشر وما يمكن علاجه وترسيخه في كل رسالة ,واختلفت من حيث الزمان والمكان ,الي ان ارسل الله رسالته الخاتمة علي سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين ,وحين يدرك العالم ذالك ,وتستقر البشرية ,علي ما يتفق مع أنسانيتها ,وقيمها السمحة ,وما يضمن سلامة البشر ,ويحقق له التطور والرقي ,وان يسود العالم الحب والسلام والتسامح بين البشر ,وان يحكمنا دائما العدل والقانون ومحاربة الفساد ,وان يكون فيما بيننا الانسان ومعني وجوده ,هنا نكون وصلنا الي اعلي مراتب النفس البشرية ,وهي فطرة الله التي فطرالناس عليها .ولكن من الصعب الوصول لذالك ,وسوف تدفع البشرية وبعض الاديان ثمنا باهظا وارواحا ,عبر نزاعات طائفية وابادة جماعية من اجل ذالك ,وسوف نفقد الكثير من حضارات وعادات وتقاليد أجدادنا ,وسط سيادة الظلم والبقاء للاقوي ,
وعلي الدعاة والمشتغلين بالدين ,ان يوضحوا للناس اهمية الايمان ,وان غايته المحافظة علي المبادئ الانسانية والاتفاق والتسامح بين البشر ,وان يستغلوا طاقتهم الايمانية فيما ينفع الناس ,ولا يقدموا لهم خطب وكلمات تجعل منهم المتدين المتعصب ,الذي لا يتقبل اعتقاد الاخر ,وان الانسان الحر العابد لله الواحد الاحد ,ولا يعنيه سوي ذالك ,وحتي ان اختلف معه الكثير فيما يعتقده ويدين به .
نأتي لتابوه السياسة ’فبحر السياسة عميق وغريق ,وانها تلك اللعنة التي افسدت الحياة بين البشر ,وهي ما اوجدت في الكثير من المواقف اعداء بعد ان كانوا اصدقاء اخوة ,وهي حالة من الحراك المجتمعي والتي ان علا صوتها في الحق ,حررت العبيد واصلحت الحياة واوجدت مجتمع نقي سليم البنية والاساس ,واعطتهم الحرية بكل معانيها ,فحين توجد الحرية يوجد الانتماء وحب الوطن والمسؤؤلية ,وان وجدت السياسة في ايدي ماكرة حاقدة أفسدت الحياة بكل مضمونها واعتمدت علي المصالح والمال والسلطة والمحسوبية ,وقسمت المجتمع الي طبقتين لا ثالث لهم ليظل الغني كما هو ويزيد غني وسلطة ويظل الفقير فقيرا ويزيد فقيرا وجوعا ,فحين تغيب الحرية في مجتمع لا ينتظر اي عاقل وجود اخلاق حقيقية في المجتمع ولا يمكن ان ننتظر صلاح المجتمع وعلو شأنه ,وننتظر نزاعات وفرقة بين ابناء الوطن الواحد والتي تصل في اغلب الاحيان الي تقاتل وتناحر ,فالسياسة بطبيعتها تعتمد علي دهاء الكلمة ورونقتها وجذابيتها ,وسحر التعبير ,فالسياسي دائما يحاول ترسيخ افكاره وما يراه صالحا لنفسه اولا ,وقد يضطر لفرض كلماته بالقوة واخضاع البشر لافكاره الخاطئة ,وهو ما اوجد التنازع والانقسامات في المجتمعات واستبداد وظلم الحاكم للمحكوم ,فالكل يسعي للكرسي والسلطة ,فقد نجد الكثير من الاحزاب السياسية والنخب الفكرية والشخصيات العامة ,دائما تستدعي فكرة هويتهم الليبرالية عبر كلماتهم ,لجلب الكثير للاقتناع بافكارهم ,وهم في الحقيقة يسعون لتوطين السلطوية والحكم المستبد ولا يعنيهم امر الاخرين والمهمشين من عامة الشعب ,والوقوف بجانب الحاكم وان كان مستبد وظالم ,لان ما يشغلهم مصلحتهم الخاصة ,ولا رغبة حقيقية لديهم في دفع البلاد الي الديمقراطية السليمة العادلة ,وتداول سلمي للسلطة للاصلح والمختار من الشعب عبر انتخابات نزيهة وحقيقية ,وحتي ان كان فقيرا من عامة الشعب ,ولن يتم ذالك وسط سياسات خاطئة مستبدة وحكام اكثر ظلما واستبدادا ,وكل ما يهمهم ابعاد الكثير من الفقراء والمهمشين علي المجال العام والحياة السياسية ,خوفا من نجاحهم في انتخابات حرة ونظيفة قد تجعل منهم الحكام الجدد ,وخوفا من تداعيات الكل امام القانون سواء ,ومناهضة التميز والتفرقة ,وتكافؤ الفرصة ,وتطبيق حدود وشرع الله ,هذه الافكار الخاطئة هي ما اوجدت الكثير من الاختلافات والتنازعات والتقاتل والتناحر في المجتمعات الهزيلة والتي لا تعرف قيمة العدل والمساواة .
فكان من الواجب علي من يشتغل في السياسة ان يراعي في طرح افكاره مصالح الناس واختلاف ارائهم واعتقادتهم .وان ما يقدمه من افكار تكون دائما في صالح المجتمع وتطبيق العدل والمساواة ومحاربة الفساد وفق شرع الله والقوانين الوضعية والتي لا بد ان تكون متطابقة مع حكم الله في كتبه السماوية ,وعليه ايضا تقبل حرية الفكر والاعتقاد وحرية تداول السلطة وتقبل المرجعيات الاخري ,وان تكون عباراته وكلماته دائما علي حق وتخدم الفقير وصالح المجتمع .
نأتي للتابوه الاكثر اهتماما من البشر بعد التابوه الاول الدين ,بل عند الكثير يتحول الي هوس وجنون وينتج عنه الكثير من الكوارث البشرية وحالة من الارتباك والانحطاط الاخلاقي المجتمعي ,مثل التحرش والاغتصاب ولاننا مجتمع ذكوري ,دائما الضحية الفتاة ,لان الدين في مجتماعتنا البائسة الغير حكيمة ,ليس الا مجرد افواه وكلمات تفتفر للحكمة ,وغطاء شرعي مفتعل ,توجد خلفه افكار وقناعات كريهة ,تجعل من المراة خادمة وتحت سيطرة من يعولها ,وتنظر اليها بانها مملوكة ,وتعتبر خروجها ولو بالكلمة علي طاعة من يتولي امرها ,سواء كان الاب او الاخ او الزوج ,جرما وعارا يوجب القتل في كتير من الامور .
فالنفس البشرية السوية لا تحتاج الي ذالك الهوس والجنون في التعامل مع الجنس والنظرة للمراة والرجل ,لان غايته التكاثر واعمار الكون وهي حالة وجودية ,وجدت معنا ومستمرة ,وعلي المهتم بالجنس ان يعرف الناس انه مجرد وسيلة ,وقد يترتب عليه نجاح المجتمع او الفرد ,ان طبق بالشرع والحلال ,وقد ينتج عنه الكثير من الكوارث وتدمير وفساد المجتمع ان استخدم بطريقة خاطئة ,دون وعي او خلق او دين .
وسوف نجد ان الدين والسياسة والجنس ,هذه التابوهات الثلاثة والمرتبطة بامور
حياتنا ,لو تعاملنا معها بالنفس السوية السمحة ,لنجحنا وعشنا سعداء دون تناحر وتقاتل بين البشر ,هذه النفس مشبعة بالايمان والرضا ,وترئ ان اسمي واعلي
انواع الحرية ,عبادة الله الواحد الاحد ,ولا يعنيهم شئ اخر ,وحتي ان اختلف الكثير معهم في اعتقادهم ,هذه النفس تتقبل الاخر والاختلاف ,والتناقش بحرية للوصول للحقيقية والتي تتفق مع انسانيتنا البشرية والقيم والمبادئ الايجابية ,وتتعامل مع الجنس بانه وسيلة ,وان الله قد شرع وحلل في كتبه ذالك ,وفق ما جاء في نص الكتب السماوية ,والوصول لذالك امرا صعب ,وسوف تدفع البشرية الكثير من الارواح عبر النزعات والقتال والابادة ,الي ان يأتي امر الله انه نعم المولي ونعم الوكيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى